منوعات

معجزة الإسراء والمعراج وبعض المحطات المهمة فيها …

معجزة الإسراء والمعراج وبعض المحطات المهمة فيها … بقلم مصطفى أحمد ستيتان

لقد أكرم الله سبحانه وتعالى نبيه ” صلى الله عليه وسلم ” بكراماتٍ وآياتٍ بيناتٍ ظاهراتٍ وبمعجزاتٍ منها الخالدات، ما أكرمها لملكٍ من الملائكة أو لنبيٍ من الأنبياء ” عليهم السلام “.

من الكرامات والمعجزات التي أُكرم بها ” صلى الله عليه وسلم ” هي معجزة الإسراء والمعراج، التي آتت بعد موت زوجته خديجة ” رضي الله عنها”، وموت عمه أبو طالب، وبعد أن ذهب النبي ” صلى الله عليه وسلم ” إلى بعض المدن والقرى المجاورة يدعوهم إلى الإسلام فحل بها ما حل من الأذى خاصة في الطائف، وجاءت هذه الرحلة تثبيتاً له ” صلى الله عليه وسلم”، وإعلاءً لشأنه وتسليةً لروحه.

في هذا المقال لن نتحدث عن التفاصيل الكاملة للرحلة التي ستحتاج منا الكثير، وهناك تفاصيل ربما نجهلها عنها ولكن في الأسطر القادمة سأتحدث في ثلاثة نقاط، ليست هي الأهم ولكني أحببت أن أتحدث فيها.

وهي النقاط الثلاثة على الترتيب

  • حكم الاحتفال بالإسراء والمعراج.
  • أبرز ما رآه النبي ” صلى الله عليه وسلم ” في رحلة الإسراء والمعراج.
  • العبادة التي فرضت ليلة الإسراء والمعراج وهي العبادة الوحيدة التي فرضت في السماء.

حكم الاحتفال بالإسراء والمعراج

لن أتحدث بالحكم تفصيلاً من جانب ” حلال أو حرام ” أو ” يجوز ولا يجوز ” لأنني أترك هذا الأمر لأهل العلم، وللمختصين بالفتاوى الشرعية.

ولكن لا يجهل أحد أنه لم يرد في سيرة النبي ” صلى الله عليه وسلم ” أنه احتفل أو أحيا ذكرى الليلة. (1)

بجانب أنه يوجد اختلاف بين العلماء حول تحديد موعد ليلة الإسراء والمعراج.

فحول الاختلاف في تحديد موعد ليلة الإسراء والمعراج، فإنني اقتبس ما نشره موقع ” إسلام ويب ” في هذا السياق.

” فقد اختلف العلماء في حادثة الإسراء والمعراج متى كانت؟ فاختلفوا في أي سنة كانت؟ فقيل: قبل الهجرة بسنة، وجرى عليه الإمام النووي ، وادعى ابن حزم الإجماع على ذلك، وقال القاضي: قبل الهجرة بخمس سنين.
واختلفوا في أي الشهور كانت، فجزم ابن الأثير وجمع منهم النووي بأنها كانت في ربيع الأول، قال النووي: ليلة سبع وعشرين، وعلى هذا جمع من العلماء، وقيل: كانت في رجب. وقيل: رمضان. وقيل: شوال، وراجع سبل الهدى والرشاد للصالحي.
والله أعلم. ” (2).

ما رآه النبي ” صلى الله عليه وسلم ” في السماوات خلال الإسراء والمعراج

بعد أن أُسري بالنبي ” صلى الله عليه وسلم ” من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، عُرج به إلى السماوات العلا، فماذا رأى وماذا شاهد ” عليه الصلاة والسلام ” خلال رحلته.

عند الإجابة على هذا السؤال يمكننا الاكتفاء بحديثه ” صلى الله عليه وسلم ” عندما قال :”

بيْنَا أنَا عِنْدَ البَيْتِ بيْنَ النَّائِمِ، واليَقْظَانِ – وذَكَرَ: يَعْنِي رَجُلًا بيْنَ الرَّجُلَيْنِ -، فَأُتِيتُ بطَسْتٍ مِن ذَهَبٍ، مُلِئَ حِكْمَةً وإيمَانًا، فَشُقَّ مِنَ النَّحْرِ إلى مَرَاقِّ البَطْنِ، ثُمَّ غُسِلَ البَطْنُ بمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ مُلِئَ حِكْمَةً وإيمَانًا، وأُتِيتُ بدَابَّةٍ أبْيَضَ، دُونَ البَغْلِ وفَوْقَ الحِمَارِ: البُرَاقُ، فَانْطَلَقْتُ مع جِبْرِيلَ حتَّى أتَيْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا، قيلَ: مَن هذا؟ قالَ جِبْرِيلُ: قيلَ: مَن معكَ؟ قالَ: مُحَمَّدٌ، قيلَ: وقدْ أُرْسِلَ إلَيْهِ؟ قالَ: نَعَمْ، قيلَ: مَرْحَبًا به، ولَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ، فأتَيْتُ علَى آدَمَ، فَسَلَّمْتُ عليه، فَقالَ: مَرْحَبًا بكَ مِنَ ابْنٍ ونَبِيٍّ، فأتَيْنَا السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ، قيلَ مَن هذا؟ قالَ: جِبْرِيلُ، قيلَ: مَن معكَ؟ قالَ: مُحَمَّدٌ، قيلَ: أُرْسِلَ إلَيْهِ، قالَ: نَعَمْ، قيلَ: مَرْحَبًا به، ولَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ، فأتَيْتُ علَى عِيسَى، ويَحْيَى فَقالَا: مَرْحَبًا بكَ مِن أخٍ ونَبِيٍّ، فأتَيْنَا السَّمَاءَ الثَّالِثَةَ، قيلَ: مَن هذا؟ قيلَ: جِبْرِيلُ، قيلَ: مَن معكَ؟ قيلَ: مُحَمَّدٌ، قيلَ: وقدْ أُرْسِلَ إلَيْهِ؟ قالَ: نَعَمْ، قيلَ: مَرْحَبًا به، ولَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ، فأتَيْتُ علَى يُوسُفَ، فَسَلَّمْتُ عليه قالَ: مَرْحَبًا بكَ مِن أخٍ ونَبِيٍّ، فأتَيْنَا السَّمَاءَ الرَّابِعَةَ، قيلَ: مَن هذا؟ قالَ: جِبْرِيلُ، قيلَ: مَن معكَ؟ قيلَ مُحَمَّدٌ، قيلَ: وقدْ أُرْسِلَ إلَيْهِ؟ قيلَ: نَعَمْ، قيلَ: مَرْحَبًا به ولَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ، فأتَيْتُ علَى إدْرِيسَ، فَسَلَّمْتُ عليه، فَقالَ: مَرْحَبًا بكَ مِن أخٍ ونَبِيٍّ، فأتَيْنَا السَّمَاءَ الخَامِسَةَ، قيلَ: مَن هذا؟ قالَ: جِبْرِيلُ، قيلَ: ومَن معكَ؟ قيلَ: مُحَمَّدٌ، قيلَ: وقدْ أُرْسِلَ إلَيْهِ؟ قالَ: نَعَمْ، قيلَ: مَرْحَبًا به ولَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ، فأتَيْنَا علَى هَارُونَ فَسَلَّمْتُ عليه، فَقالَ: مَرْحَبًا بكَ مِن أخٍ ونَبِيٍّ، فأتَيْنَا علَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، قيلَ: مَن هذا؟ قيلَ جِبْرِيلُ، قيلَ: مَن معكَ؟ قيلَ: مُحَمَّدٌ، قيلَ: وقدْ أُرْسِلَ إلَيْهِ مَرْحَبًا به ولَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ، فأتَيْتُ علَى مُوسَى، فَسَلَّمْتُ عليه، فَقالَ: مَرْحَبًا بكَ مِن أخٍ ونَبِيٍّ، فَلَمَّا جَاوَزْتُ بَكَى، فقِيلَ: ما أبْكَاكَ: قالَ: يا رَبِّ هذا الغُلَامُ الذي بُعِثَ بَعْدِي يَدْخُلُ الجَنَّةَ مِن أُمَّتِهِ أفْضَلُ ممَّا يَدْخُلُ مِن أُمَّتِي، فأتَيْنَا السَّمَاءَ السَّابِعَةَ، قيلَ مَن هذا؟ قيلَ: جِبْرِيلُ، قيلَ مَن معكَ؟ قيلَ: مُحَمَّدٌ، قيلَ: وقدْ أُرْسِلَ إلَيْهِ، مَرْحَبًا به ولَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ، فأتَيْتُ علَى إبْرَاهِيمَ فَسَلَّمْتُ عليه، فَقالَ: مَرْحَبًا بكَ مِنَ ابْنٍ ونَبِيٍّ، فَرُفِعَ لي البَيْتُ المَعْمُورُ، فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ، فَقالَ: هذا البَيْتُ المَعْمُورُ يُصَلِّي فيه كُلَّ يَومٍ سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ، إذَا خَرَجُوا لَمْ يَعُودُوا إلَيْهِ آخِرَ ما عليهم، ورُفِعَتْ لي سِدْرَةُ المُنْتَهَى، فَإِذَا نَبِقُهَا كَأنَّهُ قِلَالُ هَجَرَ ووَرَقُهَا، كَأنَّهُ آذَانُ الفُيُولِ في أصْلِهَا أرْبَعَةُ أنْهَارٍ نَهْرَانِ بَاطِنَانِ، ونَهْرَانِ ظَاهِرَانِ، فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ، فَقالَ: أمَّا البَاطِنَانِ: فَفِي الجَنَّةِ، وأَمَّا الظَّاهِرَانِ: النِّيلُ والفُرَاتُ، ثُمَّ فُرِضَتْ عَلَيَّ خَمْسُونَ صَلَاةً، فأقْبَلْتُ حتَّى جِئْتُ مُوسَى، فَقالَ: ما صَنَعْتَ؟ قُلتُ: فُرِضَتْ عَلَيَّ خَمْسُونَ صَلَاةً، قالَ: أنَا أعْلَمُ بالنَّاسِ مِنْكَ، عَالَجْتُ بَنِي إسْرَائِيلَ أشَدَّ المُعَالَجَةِ، وإنَّ أُمَّتَكَ لا تُطِيقُ، فَارْجِعْ إلى رَبِّكَ، فَسَلْهُ، فَرَجَعْتُ، فَسَأَلْتُهُ، فَجَعَلَهَا أرْبَعِينَ، ثُمَّ مِثْلَهُ، ثُمَّ ثَلَاثِينَ، ثُمَّ مِثْلَهُ فَجَعَلَ عِشْرِينَ، ثُمَّ مِثْلَهُ فَجَعَلَ عَشْرًا، فأتَيْتُ مُوسَى، فَقالَ: مِثْلَهُ، فَجَعَلَهَا خَمْسًا، فأتَيْتُ مُوسَى فَقالَ: ما صَنَعْتَ؟ قُلتُ : جَعَلَهَا خَمْسًا، فَقالَ مِثْلَهُ، قُلتُ: سَلَّمْتُ بخَيْرٍ، فَنُودِيَ إنِّي قدْ أمْضَيْتُ فَرِيضَتِي، وخَفَّفْتُ عن عِبَادِي، وأَجْزِي الحَسَنَةَ عَشْرًا، وقالَ هَمَّامٌ، عن قَتَادَةَ، عَنِ الحَسَنِ، عن أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في البَيْتِ المَعْمُورِ. ” ( 3 )

ما هي العبادة التي فُرضت في السماء ؟!

نستنج مما سبق أن العبادة العظيمة التي فرضها الله سبحانه وتعالى في السماوات العُلا وفي ليلة الإسراء والمعراج هي الصلاة.

فالصلاة هي عماد هذا الدين، وهي العبادة الوحيدة التي لا تترك في وقت الحرب أو السلم، ولا في الصحة أو المرض.

ولتارك الصلاة يكفيه قول النبي ” صلى الله عليه وسلم ” : “ إن العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر “. (4)

ويدلل الحديث على الاهتمام بأداء الصلاة والتحذير من تركها، والدلالة أيضاً على أن تارك الصلاة كافر.

المصادر والمراجع

(1) : موقع الإسلام سؤال وجواب ” مشرفه العام ” الشيخ محمد صالح المنجد ( المصدر ).

(2) : موقع إسلام ويب ” مدار من قبل دار الأوقاف العامة بدولة قطر ” ( المصدر ).

(3) : الراوي : مالك بن صعصعة الأنصاري – رقم الحديث في صحيح البخاري 3207.

(4) : رواه الإمام الترمذي والنسائي وابن ماجة وأحمد.

no name

مصطفى ستيتان، مصمم جرافيك، ومتخصص وسائط متعددة وتكنولوجيا المعلومات، مؤسس ملتقى المصمم الفلسطيني.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: