قناة السويس … متى تم حفرها وما هي أهميتها ؟!
تعتبر قناة السويس قناة ملاحية هامة، ويعود السبب في ذلك إلى أنها تربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط، كما تعد همزة الوصل بين قارتي أسيا وأفريقيا، وأصبحت ممر مائي هام منذ أن تم حفرها، كما تسبب وجودها بالأراضي المصرية إلى تسليط الضوء على مصر، وزيادة الأطماع الاستعمارية من قبل بعض الدول الكبرى، ولكن متى بدأ حفر قناة السويس، هذا هو ما سنتعرف عليه خلال مقالنا التالي.
حفر قناة السويس
تم إجراء العديد من المحاولات لحفر القناة خلال القرن التاسع عشر، ونجح فرديناند ديليسيبس المهندس الفرنسي المعروف في محاولة اقناع الملك سعيد حتى يستكمل عمليات الحفر.
وبالفعل وافق سعيد باشا، وتم البدء في حفر قناة السويس في العام 1858م، وتم تأسيس هيئة قناة السويس للسفن.
وتم تشغيل القناة فترة 99 سنة لصالح الدولة الفرنسية، حيث استطاعت أن تحصل على حقوق امتياز قناة السويس طوال هذه الفترة.
واستطاع الرئيس المصري جمال عبد الناصر أن يقوم بتأميم القناة، وجعلها شركة مساهمة مصرية بعد انقضاء 99 سنة من استحواذ فرنسا عليها.
وبالفعل تم البدء في حفر القناة بشكل رسمي خلال اليوم الخامس والعشرون من شهر أبريل من العام 1859م.
حيث تكلف حفرها مبلغ مالي ضخم في هذه الفترة، وهو مائة مليون دولار، وتم افتتاح قناة السويس بعد عشرة أعوام من بدء الحفر، بالتحديد يوم 17 من نوفمبر عام 1869م.
وتم الانتهاء بالفعل من حفرها سنة 1869م، وتكمن أهمية القناة في الربط بين البحر الأحمر، والبحر المتوسط.
ويجدر الإشارة هنا إلى أن التحديد الأول لموقع الحفر كان بمنطقة الدلتا والبحر الأحمر، ولكن تم اهمال الحفر في هذا الموقع وإيقاف الحفر فيه خلال القرن الثامن الميلادي.
وجاءت المحاولة الأولى لحفر قناة السويس بالعام 1700م، خلال وجود الحملة الفرنسية بمصر، لكي تخدم اطماعها الاستعمارية.
وكانت تستهدف فرنسا بتلك الفكرة انجلترا، لكي تضطر السفن البريطانية لدفع رسوم مالية لفرنسا عندما تمر من القناة.
وخلال سنة 1799م بدأ تطبيق الخطة الموضوعة من قبل نابليون، ولكن سوء تقدير منسوب مياه البحر الأحمر والتوسط أدى إلى توقف الحفر وإلغاء المشروع.
امتداد القناة
تمتد قناة السويس من مدينة بورسعيد حتى ميناء قريب من مدينة السويس يسمى توفيق، حيث تقوم بربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط.
كما يتخطى طولها 160 كم من الجهة الجنوبية لمدينة بورسعيد، وتمتد عبر الخط المستقيم حتى تصل إلى منطقة بحيرة التمساح.
وتتميز القناة بتقاطع مياهها حتى تصل إلى خليج السويس، ولا تحتوي القناة على أي أقفال، مما يجعلها مؤهلة كي تستوعب أكبر السفن وأضخمها.
أهمية القناة
تمتاز القناة بأهمية كبيرة، وتتلخص أهمية القناة في النقاط التالية:
- تقوم السفن بالإبحار من الدول الأوروبية بصفة خاصة، وتتوجه إلى قارتي أفريقيا وآسيا دون الحاجة إلى الدوران حول قارة أفريقيا.
- التمكن من إدخال جميع المنتجات البترولية التي يتم نقلها من الدول المتركزة بمنطقة الشرق الأوسط، ودول الخليج بقارة آسيا إلى الدول الأوربية خلال وقت قصير، ونقل العديد من السلع الأوربية لدول الشرق بصفة عامة.
- زادت الأهمية العسكرية للقناة، حيث أنها استطاعت أن تصل إلى الكثير من المناطق التي تقوم بإنتاج واستخراج البترول بالشرق الأوسط.